الوصية الثانية : "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا

  الآيات (4-6): "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ."  

 لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا.... لا تسجد لهن ولا تعبدهن= المقصود بالوصية روحها لا الحرف، فالحرف يقتل لكن الروح يحيي. وروح هذه الوصية أن لا تقدم العبادة لأحد أو لشيء سوى الله. والعبادة لله تكون بالروح والحق ولا يَسْمَح الله بأن نقيم له صورة ونقدم العبادة لها فهذه الوصية تنهى عن صنع التماثيل والصور للآلهة الوثنية بغرض عبادتها، حيث انتشر صنع التماثيل والصور للآلهة الوثنية في العهد القديم والرب ينهى عن صنع التماثيل والصور للآلهة الوثنية لأنه يحبنا ويغير علينا إن تركناه وانشغلنا بالأوثان أو ماديات العالم. وافتقاد الله ذنوب الآباء في الأبناء لا يعنى أن الآباء يخطئون فيعاقب الأبناء الأبرياء، لأن الله في حزقيال وأرميا يرفض هذا الكلام تمامًا حينما يقول "لا تعودوا تضربون هذا المثل أن الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست" (أر31: 29، 30، حز18: 1-25) ولكن المقصود أن الأبناء إذا أصروا على أخطاء آبائهم إلى الجيل الثالث والرابع فالله يعاقبهم على تمسكهم بأخطاء آبائهم، فهي تظهر طول أناة الله إذ يعطى حياة للإنسان حتى الجيل الثالث والرابع لعله يتوب، ولكن كل إنسان من الآباء أو الأبناء مسئول عن خطأه ويُجازَى عليه. فهو يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء أي يؤدبهم ويعاقبهم في الجيل الثالث والرابع لأنهم ساروا في خطايا آبائهم، فالآباء مسئولون على خطاياهم وإعثارهم لأبنائهم والأبناء مسئولون عن عدم طاعتهم لله والتمادي في خطايا آبائهم. ولكن إن أطاع الأبناء الله ورفضوا خطايا آبائهم يصيروا أبناءً مباركين من الله. وفى نفس الوقت يبارك الله محبيه المتمسكين بعبادته وتنفيذ وصاياه. ويلاحظ أن البركة للمطيعين أكثر من العقاب للمتمادين في شرور آبائهم فيقول أن التأديب إلى الجيل الثالث والرابع أما البركة فإلى ألوف.  
بح